Article Main Image

انهض وقف من أجل حقوقك

Feb 01, 2023

انهض وقف من أجل حقوقك

يضع العام الحافل بالانتخابات الأفريقية شاغلي المناصب تحت الضغط

كتب بواسطة

جون ماكديرموت، كبير مراسلي إفريقيا، الإيكونوميست، جوهانسبرج

كتب بواسطة

جون ماكديرموت، كبير مراسلي إفريقيا، الإيكونوميست، جوهانسبرج

Feb 01, 2023

كانت‭ ‬عمليات‭ ‬نقل‭ ‬السلطة‭ ‬عبر‭ ‬صناديق‭ ‬الاقتراع‭ ‬نادرة‭ ‬في‭ ‬أفريقيا،‭ ‬ففي‭ ‬الستينيات‭ ‬والسبعينيات‭ ‬والثمانينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬كان‭ ‬حكم‭ ‬الحزب‭ ‬الواحد‭ ‬شائعًا‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬القارة،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يتولى‭ ‬قادة‭ ‬جدد‭ ‬السلطة‭ ‬إما‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الانقلابات،‭ ‬أو‭ ‬موت‭ ‬أسلافهم‭ ‬أو‭ ‬الصفقات‭ ‬بين‭ ‬النخب‭. ‬وحتى‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬1990،‭ ‬عندما‭ ‬طبقت‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية‭ ‬نظام‭ ‬الانتخابات‭ ‬متعددة‭ ‬الأحزاب،‭ ‬كان‭ ‬نادرًا‭ ‬ما‭ ‬يطرد‭ ‬الناخبون‭ ‬شاغلي‭ ‬المناصب‭ ‬من‭ ‬السلطة،‭ ‬وأحيانًا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يحدث‭ ‬ذلك‭ ‬لأن‭ ‬الناخبين‭ ‬كانوا‭ ‬سعداء‭ ‬بأحزابهم‭ ‬الحاكمة،‭ ‬أو‭ ‬بسبب‭ ‬استغلال‭ ‬المسؤولين‭ ‬لأجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬لتزوير‭ ‬الانتخابات‭ ‬وترهيب‭ ‬الناخبين‭.‬


ولا‭ ‬عجب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬نصف‭ ‬الأفارقة‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬ديمقراطيات‭ ‬هم‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬يعبرون‭ ‬عن‭ ‬رضاهم‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الحكومي‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬أحد‭ ‬التحولات‭ ‬الواعدة‭ ‬هو‭ ‬زيادة‭ ‬تنافسية‭ ‬أحزاب‭ ‬المعارضة،‭ ‬فمنذ‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬وحتى‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬تولى‭ ‬42‭ ‬زعيمًا‭ ‬أفريقيًا‭ ‬جديدًا‭ ‬السلطة‭ ‬بعد‭ ‬عقد‭ ‬الانتخابات،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬هؤلاء‭ ‬كان‭ ‬17‭ ‬خلفًا‭ ‬من‭ ‬الحزب‭ ‬الحالي‭ ‬بينما‭ ‬الـ‭ ‬25‭ ‬الآخرون‭ ‬كانوا‭ ‬من‭ ‬السياسيين‭ ‬المعارضين،‭ ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬العقود‭ ‬الثلاثة‭ ‬السابقة،‭ ‬وشهدت‭ ‬كينيا‭ ‬وملاوي‭ ‬وزامبيا‭ ‬وغيرها‭ ‬هذه‭ ‬التحولات‭ ‬مؤخرًا‭.‬


حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يتولى‭ ‬الخصوم‭ ‬السلطة،‭ ‬فقد‭ ‬قاموا‭ ‬بتحقيق‭ ‬أرقام‭ ‬قياسية‭ ‬أثارت‭ ‬قلق‭ ‬الأحزاب‭ ‬الحاكمة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مثل‭ ‬أنغولا‭ ‬وجنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬ويُعتقد‭ ‬بأن‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬العروض‭ ‬القوية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬ستظهر‭.‬

فما‭ ‬السبب‭ ‬المحرك‭ ‬لهذا‭ ‬الاتجاه؟‭ ‬ثمة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬المساهمة،‭ ‬فأحزاب‭ ‬المعارضة‭ ‬تشن‭ ‬حملات‭ ‬ممنهجة‭ ‬وذكيه،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأفارقة‭ ‬متعلمون‭ ‬ومستنيرون‭ ‬ومتحضرون،‭ ‬واصبحوا‭ ‬أقل‭ ‬ميلًا‭ ‬لتوجهات‭ ‬هؤلاء‭ ‬السياسيين،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬يتأثر‭ ‬الشباب‭ ‬بدعاية‭ ‬الحنين‭ ‬للماضي‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الأحزاب‭ ‬الحاكمة‭ ‬التي‭ ‬تنتمي‭ ‬جذورها‭ ‬إلى‭ ‬حركات‭ ‬النضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاستقلال؛‭ ‬بل‭ ‬يتهمون‭ ‬النخبة‭ ‬بالفساد‭ ‬والانحلال‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬صعوبة‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬حيث‭ ‬يُحمل‭ ‬الأفارقة‭ ‬قادتهم‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭.‬


كل‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تغييرات‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬ستشهد‭ ‬عمليات‭ ‬انتخابية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬فمثلًا‭ ‬شهد‭ ‬شاغلو‭ ‬المناصب‭ ‬في‭ ‬سيراليون‭ ‬وجارتها‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ ‬بليبيريا‭ ‬احتجاجات‭ ‬منددة‭ ‬بتعاملهم‭ ‬السلبي‭ ‬مع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والفساد،‭ ‬وتنتشر‭ ‬الخطابات‭ ‬المناهضة‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‭ ‬بعد‭ ‬ثماني‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬حكم‭ ‬محمد‭ ‬بخاري‭.‬


حالات‭ ‬الاستياء‭ ‬هذه‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬انتصار‭ ‬أحزاب‭ ‬المعارضة،‭ ‬فحزب‭ ‬مؤتمر‭ ‬كل‭ ‬التقدميين‭ ‬الحاكم‭ ‬أفضل‭ ‬بكثير‭ ‬في‭ ‬اتباع‭ ‬سياسة‭ ‬الآلة‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬تشغيل‭ ‬آليات‭ ‬الحكومة،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬محاولات‭ ‬مرشح‭ ‬حزب‭ ‬مؤتمر‭ ‬كل‭ ‬التقدميين،‭ ‬بولا‭ ‬تينوبو،‭ ‬في‭ ‬إثبات‭ ‬إنه‭ ‬لايزال‭ ‬حياً‭ ‬وبصحة‭ ‬جيدة،‭ ‬فيجب‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المنافسين‭ ‬التغلب‭ ‬عليه،‭ ‬كما‭ ‬يواجه‭ ‬الرئيس‭ ‬أندري‭ ‬راجولينا‭ ‬في‭ ‬مدغشقر‭ ‬معارضة‭ ‬منقسمة‭ ‬ومن‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يفوز‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬الإنتخابات‭.‬


في‭ ‬دول‭ ‬أخرى،‭ ‬يتعرض‭ ‬المعارضون‭ ‬لخطر‭ ‬إحباط‭ ‬محاولاتهم‭ ‬لأن‭ ‬النظام‭ ‬لن‭ ‬يقبل‭ ‬الهزيمة،‭ ‬حيث‭ ‬يقوم‭ ‬حزب‭ ‬زانو‭ ‬بي‭ ‬إف‭ ‬الحاكم‭ ‬في‭ ‬زيمبابوي‭ ‬بحبس‭ ‬المنافسين‭ ‬والتلاعب‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬الناخبين‭ ‬قبل‭ ‬الانتخابات‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬سيخسرها‭ ‬لولا‭ ‬ذلك،‭ ‬وبعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬تطبيق‭ ‬نظام‭ ‬حكم‭ ‬الكليبتوقراطية‭ ‬المأساوية،‭ ‬فإن‭ ‬البلاد‭ ‬الآن‭ ‬بحاجة‭ ‬ماسة‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬الحكومة،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬حزب‭ ‬زانو‭ ‬بي‭ ‬إف‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬قوات‭ ‬الأمن،‭ ‬والقوة‭ ‬المهيمنة‭ ‬الإقليمية‭ ‬وهي‭ ‬جنوب‭ ‬أفريقيا،‭ ‬فإن‭ ‬شعبه‭ ‬سيعاني‭. ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬الكونغو‭ ‬الديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬يومًا‭ ‬اسم‭ ‬على‭ ‬مسمي‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يحتفظ‭ ‬فيليكس‭ ‬تشيسكيدي‭ ‬الذي‭ ‬تولى‭ ‬منصبه‭ ‬بعد‭ ‬انتخابات‭ ‬مزورة‭ ‬في‭ ‬2018،‭ ‬بالسلطة‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬التي‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يحظى‭ ‬بشعبية‭ ‬كافية،‭ ‬وأهمية‭ ‬الثروة‭ ‬المعدنية‭ ‬للبلاد‭ ‬تعطي‭ ‬فرصة‭ ‬للمعارضين‭ ‬قليلو‭ ‬الحظ‭ ‬من‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬الحيل‭ ‬السياسية‭. ‬


وقد‭ ‬لا‭ ‬تجري‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬انتخابات‭ ‬متأخرة،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يجري‭ ‬جنوب‭ ‬السودان‭ ‬تصويتًا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬ولكن‭ ‬اختار‭ ‬قادته‭ ‬محاربة‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك‭. ‬وبعد‭ ‬الانقلابات‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬عامي‭ ‬2020‭ ‬و2021،‭ ‬قال‭ ‬المجلس‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬مالي‭ ‬إنه‭ ‬سيجري‭ ‬انتخابات‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2022؛‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬الماليون‭ ‬ينتظرون‭. ‬وفي‭ ‬تشاد،‭ ‬وعد‭ ‬مجلس‭ ‬عسكري‭ ‬آخر‭ (‬بقيادة‭ ‬ابن‭ ‬إدريس‭ ‬ديبي،‭ ‬الديكتاتور‭ ‬القديم‭ ‬الذي‭ ‬توفي‭ ‬عام‭ ‬2021‭) ‬بإجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬ولكنه‭ ‬قام‭ ‬بتمديد‭ ‬حكمه‭ ‬العسكري‭ ‬‮«‬الانتقالي‮»‬‭ ‬لمدة‭ ‬عامين‭ ‬آخرين‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭.‬


ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬لا‭ ‬تمثل‭ ‬كل‭ ‬إفريقيا‭ -‬القارة‭ ‬المتشابكة‭ ‬المتنوعة‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬54‭ ‬دولة‭- ‬فيصوت‭ ‬المواطنون‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التغيير‭. ‬وفي‭ ‬دول‭ ‬أخرى،‭ ‬يتمنى‭ ‬ملايين‭ ‬الأشخاص‭ ‬المضجرة‭ ‬أن‭ ‬تتاح‭ ‬لهم‭ ‬الفرصة‭.‬


عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأفارقة‭ ‬متعلمون‭ ‬ومستنيرون‭ ‬ومتحضرون،‭ ‬وأصبحوا‭ ‬أقل‭ ‬ميلًا‭ ‬لتوجهات‭ ‬هؤلاء‭ ‬السياسيين