Article Main Image

ما يحدث في اسبانيا

Feb 01, 2023

ما يحدث في اسبانيا

تغير الحكومة مرجح وليس حتميًا

كتب بواسطة

لين غرين, مراسل إسبانيا، الإيكونوميست، مدريد

كتب بواسطة

لين غرين, مراسل إسبانيا، الإيكونوميست، مدريد

Feb 01, 2023

ينتظر‭ ‬إسبانيا‭ ‬عامًا‭ ‬مليئًا‭ ‬بالأحداث،‭ ‬فستعقد‭ ‬الانتخابات‭ ‬البلدية‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬القادم‭ ‬التي‭ ‬يُنظر‭ ‬إليها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬جولة‭ ‬أولى‭ ‬غير‭ ‬رسمية‭ ‬للانتخابات‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬يُرجح‭ ‬إجراؤها‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭. ‬وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬تعقد‭ ‬الدولة‭ ‬انتخابات‭ ‬الرئاسة‭ ‬الدورية‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2023‭. ‬


استولت‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬عندما‭ ‬أجرى‭ ‬الحزب‭ ‬الاشتراكي‭ ‬تصويتًا‭ ‬بحجب‭ ‬الثقة‭ ‬عن‭ ‬حكومة‭ ‬حزب‭ ‬الشعب‭ ‬اليميني‭ ‬الوسطي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬وأصبح‭ ‬الاشتراكي‭ ‬بيدرو‭ ‬سانشيز‭ ‬رئيسًا‭ ‬للوزراء،‭ ‬ولكن‭ ‬فشل‭ ‬الاشتراكيون‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أغلبية‭ ‬المقاعد‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬2019،‭ ‬واضطر‭ ‬الحزب‭ ‬لضم‭ ‬حزب‭ ‬اليسار‭ ‬المتطرف‭ ‬إلى‭ ‬ائتلاف‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وعد‭ ‬بعدم‭ ‬القيام‭ ‬بذلك،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬مازال‭ ‬يفتقر‭ ‬إلى‭ ‬الأغلبية،‭ ‬فكانت‭ ‬أول‭ ‬حكومة‭ ‬ائتلافية‭ ‬حقيقية‭ ‬حديثة‭ ‬في‭ ‬إسبانيا‭ ‬تتعرض‭ ‬لهذا‭ ‬الموقف‭ ‬الحرج،‭ ‬ولكن‭ ‬يؤدي‭ ‬إبرام‭ ‬الصفقات‭ ‬المربحة‭ ‬مع‭ ‬الأحزاب‭ ‬الصغيرة‭ ‬إلى‭ ‬إقرار‭ ‬قوانين‭ ‬بشأن‭ ‬المناخ‭ ‬والتعليم‭ ‬وسوق‭ ‬العمل‭ ‬والعلاقات‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭.‬


كان‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬صعبًا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لجميع‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية،‭ ‬ففي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬ينحسر‭ ‬فيه‭ ‬الوباء،‭ ‬أدى‭ ‬التضخم‭ ‬الذي‭ ‬أشعلته‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬إلى‭ ‬معاناة‭ ‬المستهلكين،‭ ‬وتقدمت‭ ‬الحكومة‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬العلاجات،‭ ‬بعضها‭ ‬أكثر‭ ‬حكمة‭ ‬من‭ ‬الآخر‭.‬


‭ ‬تخلى‭ ‬حزب‭ ‬الشعب‭ ‬عن‭ ‬زعيمه‭ ‬المقاتل،‭ ‬بابلو‭ ‬كاسادو،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ألبرتو‭ ‬نونيز‭ ‬فيجو‭ (‬في‭ ‬الصورة‭)‬،‭ ‬زعيم‭ ‬غاليسيا‭ ‬القديم‭ ‬في‭ ‬الشمال‭ ‬الغربي‭. ‬لقد‭ ‬أدت‭ ‬نبرة‭ ‬فيجو‭ ‬التجارية‭ ‬وصراعات‭ ‬الحكومة‭ ‬لمواجهة‭ ‬التضخم‭ ‬إلى‭ ‬تقدم‭ ‬حزب‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬الانتخابات،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬أن‭ ‬يتولى‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023‭. ‬وفي‭ ‬مناظرة‭ ‬في‭ ‬سبتمبر،‭ ‬هاجم‭ ‬سانشيز‭ ‬فيجو‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬زعيم‭ ‬حزب‭ ‬الشعب‭ ‬رئيسًا‭ ‬للوزراء،‭ ‬ورد‭ ‬السيد‭ ‬فيجو‭: ‬‮«‬إذا‭ ‬كنت‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬عضوًا‭ ‬في‭ ‬تحالف‭ ‬المعارضة،‭ ‬ما‭ ‬عليك‭ ‬سوى‭ ‬الانتظار‭ ‬حتى‭ ‬الانتخابات‭ ‬المقبلة‮»‬‭.‬


لكن‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬الحزب‭ ‬اليميني‭ ‬في‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬من‭ ‬الآن،‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يفوز‭ ‬حزب‭ ‬الشعب‭ ‬بأغلبية‭ ‬مطلقة،‭ ‬وسيحتاج‭ ‬فيجو‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬فوكس‭ ‬اليميني‭ ‬المتشدد‭ ‬ليتولى‭ ‬الحكم،‭ ‬واحتمال‭ ‬وصول‭ ‬حزب‭ ‬فوكس‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬سيحفز‭ ‬اليسار‭. ‬والسيد‭ ‬سانشيز،‭ ‬الذي‭ ‬خسر‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬ثم‭ ‬استعاد‭ ‬قيادة‭ ‬حزبه،‭ ‬يعرف‭ ‬جيدًا‭ ‬كيفيفة‭ ‬تحقيق‭ ‬عودة‭ ‬سياسية‭ ‬غير‭ ‬متوقعة‭.‬


وستتزامن‭ ‬الحملة‭ ‬التي‭ ‬تستمر‭ ‬لمدة‭ ‬عام‭ ‬مع‭ ‬تولي‭ ‬إسبانيا‭ ‬رئاسة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬يوليو‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬ليست‭ ‬بنفس‭ ‬الأهمية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ (‬نظرًا‭ ‬لأن‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬لديه‭ ‬الآن‭ ‬رئيس‭ ‬دائم‭ ‬للمجلس‭ ‬الأوروبي‭)‬،‭ ‬ستحاول‭ ‬إسبانيا‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬لتعزيز‭ ‬علاقتها‭ ‬مع‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية،‭ ‬وهي‭ ‬أولوية‭ ‬بالنسبة‭ ‬لإسبانيا‭ ‬ولكنها‭ ‬أقل‭ ‬أهمية‭ ‬بالنسبة‭ ‬لشركاءها‭ ‬الأوربيون‭.‬


وستكون‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لتحسين‭ ‬اتحاد‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬غير‭ ‬مجدية،‭ ‬حيث‭ ‬تعرف‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬إسبانيا‭ ‬والبرتغال‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬جزيرة‭ ‬الطاقة‮»‬،‭ ‬وهما‭ ‬غير‭ ‬مرتبطين‭ ‬ببلدان‭ ‬أخرى،‭ ‬ولكن‭ ‬اتفقت‭ ‬إسبانيا‭ ‬مع‭ ‬البرتغال‭ ‬وفرنسا‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬خط‭ ‬أنابيب‭ ‬للطاقة‭ ‬تحت‭ ‬البحر‭ ‬يصل‭ ‬بين‭ ‬برشلونة‭ ‬ومرسيليا‭ ‬لنقل‭ ‬الغاز‭ ‬حاليًا،‭ ‬ثم‭ ‬الهيدروجين‭ ‬لاحقًا،‭ ‬وسيكون‭ ‬الجزء‭ ‬الصعب‭ ‬هو‭ ‬وضع‭ ‬الميزانية‭ ‬والتخطيط‭ ‬للمشروع‭.‬


ستواجه‭ ‬كتالونيا‭ ‬موجة‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬بحلول‭ ‬العام‭ ‬المقبل،‭ ‬فبعد‭ ‬إجراء‭ ‬استفتاء‭ ‬غير‭ ‬دستوري‭ ‬على‭ ‬الاستقلال‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬تبعتها‭ ‬حكومتان‭ ‬مؤيدتان‭ ‬للاستقلال‭. ‬ولكن‭ ‬الحكومة‭ ‬التي‭ ‬تولت‭ ‬نتيجة‭ ‬انتخابات‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬انهارت‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬وكان‭ ‬اليسار‭ ‬الجمهوري‭ ‬لكاتالونيا‭ ‬يتفاوض‭ ‬بحذر‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬الوطنية،‭ ‬مما‭ ‬دفع‭ ‬جونتس‭ ‬الحزب‭ ‬الأكثر‭ ‬تأييدًا‭ ‬للاستقلال،‭ ‬إلى‭ ‬الاستقالة‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬برشلونة‭ ‬وقد‭ ‬يحاول‭ ‬القادة‭ ‬في‭ ‬مدريد‭ ‬الإبقاءعلى‭ ‬اليسار‭ ‬الجمهوري‭ ‬لكاتالونيا،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تقسيم‭ ‬معسكر‭ ‬الاستقلال،‭ ‬ولكن‭ ‬حكومة‭ ‬أقلية‭ ‬اليسار‭ ‬الجمهوري‭ ‬لكتالونيا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تسقط‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬عقد‭ ‬انتخابات‭.‬


من‭ ‬المتوقع‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬أن‭ ‬يستولي‭ ‬حزب‭ ‬الشعب‭ ‬اليميني‭ ‬الوسطي‭ ‬على‭ ‬السلطة