الاحتمالات المتعارضة
Feb 01, 2023
الاحتمالات المتعارضة
ثلاث سيناريوهات للحرب في أوكرانيا
كتب بواسطة
شاشانك جوشي، محرر الدفاع، الإيكونوميست
كتب بواسطة
شاشانك جوشي، محرر الدفاع، الإيكونوميست
Feb 01, 2023
بحلول مارس 2022 ستظل أوكرانيا دولة مستقلة بعد ثمانية أشهر، والجيش الأوكراني سيقتل أو سيصيب 80 ألف روسي، وأن السفينة الرئيسية لأسطول البحر الأسود الروسي ستغرق، وستظل القوات الجوية الأوكرانية محلقة كل تلك العبارات كان من الممكن أن تكون مداعاة للسخرية في حال عرضها على أي محلل استخبارات مخضرم، فلقد فاقت أوكرانيا التوقعات بانتصارها في الحرب، ولكن العاصفة الآن أصبحت على مرمى البصر، فروسيا تحشد جيوشها ومن هنا توقعنا ثلاثة سيناريوهات للعام المقبل.
السيناريو الأول هو أن تنتزع روسيا النصر بعد وقوعها في براثن الهزيمة، فالجيش الروسي يعمل على تثبيت الخطوط الأمامية على مدار أشهر الشتاء، ويكون كتائب جديدة من المجندين الجدد. وفي الوقت ذاته، سيتوقف الجمهوريون في أمريكا عن إمداد أوكرانيا بأسلحة جديدة، نظرًا لنفاد الإمدادات من أوروبا. وعلى الرغم من افتقار صناعة الدفاع الروسية لأشباه الموصلات والمعدات المتخصصة، فإنها تنتج ما يكفي من الدروع الأساسية والمدفعية لتجهيز القوات الجديدة.
وبحلول فصل الربيع، ستبدأ الوحدات الروسية الجديدة في الهجوم، مما سيجبر القوات الأوكرانية التي أنهكها الهجوم على التراجع، وستواصل الطائرات الروسية قصف البنية التحتية للطاقة والمياه في أوكرانيا، ومع حلول فصل الصيف، ستصبح أوكرانيا في موقف لا تُحسد عليه، حيث ستستولى روسيا على كريفي ريه، وهي مدينة صناعية رئيسية في شمال خيرسون، وعلى سلوفيانسك وكراماتورسك في دونيتسك. وتحث الدول الغربية أوكرانيا على قبول عرض روسيا بوقف إطلاق النار، وليس أمام رئيس أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، أي خيار سوى القبول. وفي الأشهر، وربما السنوات التالية، ستعيد روسيا التسلح للقيام بمحاولة أخرى للهجوم على كييف.
والسيناريو الثاني والأكثر احتمالًا هو حالة الجمود، حيث تحشد روسيا مئات الآلاف من الشباب، لكنها لا تستطيع أن تجعل منهم مقاتلين فعالين، نظرًا لوجود جميع المدربين المتمرسين في الخطوط الأمامية، وموت الضباط ذوي الخبرة أو تكليفهم بمهام أخرى، وتشكيل المجندين في وحدات مشاة خفيفة تفتقر إلى المركبات المدرعة وتعد غير صالحة للهجوم لكنها قادرة على ملء الخنادق والتحصينات.
بعد أن أعلنت روسيا انسحابها من مدينة خيرسون في نوفمبر، وأطلقت سراح ما يقرب من 30 ألف جندي من الجنود المتواجدين على الضفة الغربية لنهر دنيبر، وتراجعوا شرقاً، تاركين وراءهم كميات هائلة من الأسلحة بما يمثل مشهد انتصار لأوكرانيا، لكنه في النهاية سيضع روسيا في موقف عسكري أقوى، حيث يحمي النهر جانبه الأيسر وسيتباطأ التقدم الأوكراني ليصل إلى حد الزحف وتتكبد القوات الأوكرانية خسائر فادحة عند تقدمهم في كل كيلومتر من الأراضي التي فازت بها.
وعلى الرغم من الفشل الروسي في ميدان الحرب الأوكرانية، يحاول بوتين إطالة أمد الحرب بقدر المستطاع بغرض تقويض الاقتصاد الأوكراني، وتقويض معنويات أوكرانيا من خلال توجيه ضربات على البنية التحتية المدنية لإرهاق شركائها، وستكافح أوروبا من أجل ملء مواقع تخزين الغاز خلال عام 2023، مما سيؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي مع حلول فصل الشتاء. ويهدف بوتين إلى الصمود حتى أواخر عام 2024، حيث يأمل أن يستعيد دونالد ترامب البيت الأبيض ويضع حد لدعم الولايات الأمريكية لأوكرانيا، ولكنها مقامرة عالية المخاطر، حيث سينقلب الرأي العام الروسي ضد الحرب، ويتدهور اقتصادها ويضع بوتين في خطر أكثر من أي وقت مضى.
السيناريو الثالث وهو الأكثر ترجيحًا - وربما الأكثر خطورة، أن تحافظ أوكرانيا على الزخم، مما سيلحق أضرارًا جسيمة بالقوات الروسية أثناء انسحابها من خيرسون، وبعد ذلك تستخدم صواريخ هيمارس طويلة المدى داخل شبه جزيرة القرم لأول مرة، وتنهار الخطوط الروسية في لوهانسك، مع استعادة أوكرانيا للسيطرة على سيفيرودونتسك وتحركها بسرعة أبعد شرقا، ومع تزايد الخسائر في الصفوف الروسية، يرفض المجندون الجدد القتال. وتزود الدول الغربية أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي جديدة، مما يحد من تأثير تكتيكات الإرهاب الروسية، المعتمدة على ترسانتها التي سرعان ما ستتضاءل بسبب الصواريخ الدقيقة.
وفي فصل الربيع، أمر زيلينسكي جيشه بفتح جبهة جديدة في زابوريزهيا، حيث تقوم بدورها بالقضاء على خمس كتائب عبر الخطوط الجوية، وتهدم جسر بوتين البري لشبه جزيرة القرم وتطوق ماريوبول بحلول فصل الصيف، وتنل أوكرانيا قاذفات صواريخ هيمارس إلى الجنوب مستهدفة الموانئ والقواعد والمخازن في شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا، وتنذر أوكرانيا بدخول شبه الجزيرة. ويهدد بوتين قائلًا: أوقفوا الحرب أو استعدوا لمواجهة الأسلحة النووية. فالنصر على مرمى البصر، ولكن المخاطر أيضًا كذلك.
