
إلى أين تتجه إيطاليا؟
Feb 01, 2023
إلى أين تتجه إيطاليا؟
سيعرف الإيطاليون من هي جورجيا ميلوني
كتب بواسطة
جون هوبر، مراسل إيطاليا، الإيكونوميست، روما
كتب بواسطة
جون هوبر، مراسل إيطاليا، الإيكونوميست، روما
Feb 01, 2023
من هي جيورجيا ميلوني؟ سيجاوب عام 2023 على هذا السؤال، ولكن السؤال الأهم هو ما الذي تؤمن به رئيسة الوزراء الجديدة التي فازت في الانتخابات العامة في سبتمبر؟
ترأس جورجيا حزب إخوة إيطاليا، الذي تعود جذوره إلى الفاشية الجديدة في فترة ما بعد الحرب، إنه يهيمن على تحالف يميني مشبع بالشعبوية، هل ستكون من مثيري الشغب الترامبي وتضع أجندة اليمين البديل بشكل لا لبس فيه في بعض خطاباتها السابقة، خاصة أثناء تواجدها في الخارج؟ أم أنها ستكون هي الزعيمة العقلانية والمحافظة، التي ستتعاون مع شركاء إيطاليا في الناتو بشأن أوكرانيا، وتطلب المشورة من سلفها المخضرم ماريو دراجي وتدعوا إلى الإدارة الحكيمة للمالية العامة؟
والسؤال الآخر هو هل ما تفكر فيه ميلوني مهمًا، حيث يرى البعض أن القيود المفروضة على حكومتها الجديدة كبيرة جدًا لدرجة أنها لا يمكنها التقدم إلا في اتجاه واحد فقط، ألا وهو الاعتماد على النوايا الحسنة لبروكسل في صرف الجزء الأكبر من حصة إيطاليا الضخمة البالغة 200 مليار يورو (201 مليار دولار) من صندوق الاتحاد الأوروبي للتعافي بعد الوباء، ويتطلب ذلك موافقة الأسواق لتجنب ذلك النوع من الرياح التي عصفت بمالية بريطانيا بحلول الخريف، ومع وجود العديد من المسؤوليات على عاتق جورجيا ميلوني، كالتضخم وأزمة تكلفة المعيشة والحرب على حدود الاتحاد الأوروبي، فإن بدء جورجيا لحرب ثقافية يبدو جنونيًا، ناهيك عن القيود المفروضة على الحريات المدنية في بولندا والمجر.
وإثبات صحة هذا الرأي قد يعتمد على إجابة سؤال آخر يمكن الإجابة عليه في عام 2023، وهو إلى متى ستستمر حكومتها؟ ففي الثلاثين عامًا الماضية، كان متوسط مدة الإدارة الإيطالية أقل من 20 شهرًا، وبغض النظر عن جنون الأشخاص المسؤولين أو لامبالاتهم أو سوء إدارتهم، فثمة حد لما يمكن تخطيه في ذلك الوقت.
ويبدو من الوهلة الأولى أن الحكومة الإيطالية الجديدة لن تدم طويلًا: فثمة خلافات علنية بين حزب إخوة إيطاليا، وحزب رابطة الشمال وحزب فورزا إيطاليا بزعامة سيلفيو برلسكوني حول مجموعة من القضايا، بداية من روسيا وصولًا إلى سياسة الميزانية، ولكن الأغلبية المطلقة لائتلافهم هي الأولى منذ فوز بيرلسكوني الساحق في عام 2001، والتي سمحت له بالبقاء في السلطة لمدة خمس سنوات. وإذا تمكنت ميلوني من أن تتبع نهجه، فقد تتحرر عاجلاً أم آجلاً من القيود بشكل يكفي للتخلي عن البراغماتية - وتجربة أنواع السياسات التي تتنبأ بها تلك الخطابات النارية.