
أم الاختراعات
Feb 01, 2023
أم الاختراعات
هل ستعزز الحرب في أوكرانيا التكنولوجيات الجديدة؟
كتب بواسطة
شكيل هاشم، مراسل مستقل
كتب بواسطة
شكيل هاشم، مراسل مستقل
Feb 01, 2023
إذا شاهدت أي مقاطع فيديو للصفوف الأمامية في أوكرانيا، فبذلك تكون قد استخدمت من دون قصد تقنية عسكرية، فالإنترنت مثله مثل أشعة الليزر والنظام العالمي لتحديد المواقع ولقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال،هو اختراع نشأ بفضل الاستثمار العسكري الذي تعززه وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية (داربا) وهي وكالة تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية تحاول تطوير التكنولوجيا العصرية.
وفي أعقاب الغزو الروسي قد تظهر المزيد من التقنيات الجديدة لأن الحرب دفعت الدول إلى زيادة الإنفاق الدفاعي، وبالنسبة للسياسيين يقول رئيس داربا ستيفاني تومبكينز إن أوكرانيا «حولت الخيال إلى واقع»، وقد زودت أمريكا بالفعل إنفاقها الدفاعي بنسبة 5٪، كما وعدت ألمانيا بزيادة ميزانيتها بمقدار الثلث، وسيخصص جزء كبير من الأموال النقدية الجديدة لإعادة رسملة المخزونات المستنفدة من الأسلحة والذخيرة الممنوحة لأوكرانيا، لكن البعض سيصب في ميزانيات البحث والتطوير مما قد ينتج عنه ثورة تكنولوجية جديدة.
تقدم المشاريع الجارية حالياً لمحة عن المستقبل، فيقول الدكتور تومبكينز إن إحدى مجالات التركيز هو تحسين سلاسل التوريد، فبدلاً من الاضطرار إلى نقل الطعام والأدوية والماء والوقود للجنود في المواقع النائية مما يثير المخاوف بشأن التخزين البارد والخدمات اللوجستية، تأمل داربا أن تكون قادرة على تصنيع جميع هذه الأشياء في الموقع ابتداء من البروتين والبنزين وحتى المسكنات باستخدام التقنيات الحيوية الجديدة.
ويمكن لهذا الابتكار وغيره من الابتكارات التي تركز على الجيش إعادة تشكيل الحياة المدنية، إذ تحاول العديد من الدول تطوير أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، وتسافر بسرعة 5-25 ضعف سرعة الصوت، كما تأمل شركة «فينوس سبيس» الأمريكية الناشئة في استخدام التكنولوجيا نفسها لبناء طائرة فضائية يمكنها نقل الركاب إلى أي مكان على الأرض في غضون ساعة.
وعلى نفس المنوال تسعى كل من أمريكا وأستراليا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي بشغف إلى الانتقال إلى أجهزة الكمبيوتر الكمومية التي يمكن أن تحل المشكلات التي يصعب على الأجهزة التقليدية حلها، ويقول مدير مركز هندسة الكم في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ويليام أوليفر إن أجهزة الدفاع والاستخبارات تجري الكثير من الأبحاث حتى الآن، ومع ذلك لم يتأكد أحد من مدى فائدة أجهزة الكمبيوتر الكمومية في الممارسة العملية أو كيفية معرفة موعد عملها، ومن ثم أُصدر برنامج «قياس الأداء الكمي» التابع لداربا الذي يقول عنه الدكتور تومبكينز بأنه يوفر إطار عمل لتحديد «ما إذا كانت الحوسبة الكمية ستكون مفيدة بالفعل».
ويلاحظ المحللون أن البحث والتطوير العسكري ليسا بالأهمية نفسها التي كانا عليها في أوج نجاح وكالة داربا في غمرة الحرب الباردة، بينما تعني صناعة التكنولوجيا الهائلة والمبالغ الكبيرة من رأس المال الاستثماري أن أموال الدفاع سهلة المنال، وتقول المستثمرة والموظفة السابقة في وكالة داربا آمي كروز إنه بالنسبة للتكنولوجيات «المبتكرة فعلاً»، تظل الميزانيات العسكرية بالغة الأهمية، وقد يكون لحرب فلاديمير بوتين فوائد عرضية تكنولوجية غير متوقعة.