
اللقاحات والمتحورات
Feb 01, 2023
اللقاحات والمتحورات
فيروس كورونا المستجد: متحورات أشد فتكًا وعلم أكثر إصرارًا
كتب بواسطة
سلافيا تشانكوفا، مراسلة بصفحة الرعاية الصحية، الإيكونوميست
كتب بواسطة
سلافيا تشانكوفا، مراسلة بصفحة الرعاية الصحية، الإيكونوميست
Feb 01, 2023
في العامين الأولين من جائحة كوفيد -19 أصبح من السهل إلى حد ما التنبؤ بالموجات المتذبذبة من الحالات والوفيات التي أعقبتها، وأصبح خبراء نماذج المرض قادرين على التحديد بدقة عالية موعد ظهور موجة جديدة ومدى التهديد الذي تشكله، ولكن ازدادت الأمور سوءًا.
فقد ظهرت متحورات جديدة خطيرة؛ بعضها أكثر انتشارًا والبعض الآخر أكثر حدة بمعدل متحورين في السنة، وسيكون من الصعب تحديد شكل المتحور المستقبلي وكذلك التنبؤ بكيفية صمود دفاعات العالم للوقاية منهم سواء من خلال اللقاحات أو مناعة من عدوى سابقة.
ازدادت مهمة خبراء النماذج صعوبة نظرًا لاختلافات درجة المناعة في كل بلد، وتعتمد درجة مناعة كل شخص على العديد من العوامل مثل: عدد الأمصال والمعززات التي تلقوها وتاريخ إصابتهم وعددها وأنواع المتحورات، وأصبح كوفيد أقل خطورة بكثير مما كان عليه من قبل وذلك بفضل العمل على تقوية طبقات المناعة وتوفر العقاقير لعلاجه، فأصبح معدل الوفيات الآن مشابهًا لمعدل وفيات الإنفلونزا الموسمية.
ولكن الإنفلونزا أقل عدوى بكثير ولا تظهر إلا في الشتاء، ولم يتحول كوفيد بعد إلى فيروس موسمي، فيصاب العديد من الأشخاص بالفيروس أكثر من مرة كل عام نتيجة لقصر فترة المناعة ضد العدوى التي تدوم ثلاثة أشهر تقريبًا فمثلًا يُصاب من 5إلى 20٪ من الأمريكيين بالإنفلونزا، بينما يعتقد بعض العلماء أن حوالي 50 ٪ من الأمريكيين سيصابون بالفيروس كل عام، إذ لا تصدر الآن إجراءات لمنع الناس من الاختلاط، ويمكن أن يتسبب ذلك في وفاة حوالي 100000 شخص سنويًا، وهو ضعف عدد الوفيات الناجمة عن الإنفلونزا في أعنف مواسمها.
لكن سيعتمد ذلك الأمر على سلوك الأشخاص وهو أصعب ما يمكن أن يتنبأ به الخبراء، ففي مترو أنفاق لندن ظهر نمط: شيوع ارتداء الكمامات مع ارتفاع الحالات، والعدول عن ارتدائها حين تهدأ الموجات، ويفحص الكثير من الأشخاص أنفسهم قبل زيارة أقاربهم المسنين متى ارتفعت أعداد حالات الإصابة بالفيروس، وبات الفحص أسهل فيمكن لتطبيق يحلل صوت الشخص وتنفسه تحديد عدوى فيروس كورونا في 89٪ من الحالات.
ومع ذلك يمكن أن يُحدث الجيل الثاني من لقاحات كوفيد أكبر فارق في عام 2023، فتجري منظمة الصحة العالمية أكثر من 170 تجربة سريرية، وثمة إنجازان محتملان يجب ترقبهما في العام المقبل: لقاحات الأنف واللقاحات المضادة للمتحورات.
تهدف اللقاحات التي تُرش في الأنف أو الحلق إلى تكوين مناعة في الخلايا التي تتصل بالفيروس أولاً وبالتالي منعه من التكاثر ثم إيقاف سلسلة الأحداث الجزيئية التي تسبب المرض في الجسم، والأهم من ذلك هو قدرة هذه اللقاحات في منع انتقال العدوى وهو ما فشل الجيل الأول من لقاحات كوفيد في القيام به (على الرغم من فاعليتها في الحد من مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة)، وفي سبتمبر 2022 وافقت الهند والصين على لقاحات كوفيد التي تُرش في الأنف والفم لكن لم تُنشر أي بيانات عن فعاليتها، ويجرى تطوير عشرات اللقاحات الأخرى في الغرب وبعضها أظهر بالفعل نتائج واعدة في التجارب السريرية المبكرة.
ويعمل العلماء جاهدين أيضًا على توفير اللقاحات التي يمكن أن تحمي من أي متحورات قد تظهر في المستقبل، وتستهدف بعض هذه اللقاحات مجموعات محددة من فيروسات كورونا، بما في ذلك فيروسات كورونا الموسمية الأربعة أو الفيروسات الأكثر فتكًا مثل فيروس السارس الأصلي، وستبدأ التجارب البشرية على نطاق واسع على بعض هذه الأمصال في عام 2023، مما قد يدعو للتفاؤل أنه قد يتوفر لقاح أقوى لفيروس كورونا في عام 2024.
ويسارع العلماء إلى إضافة تحفظات إلى تنبؤاتهم بشأن فيروس كورونا، مما يثير الاحتمال غير المعروف (ولكن الحقيقي جدًا) بانخفاض منحنى الإصابات مثل المتحور الجديد والأكثر انتشارًا وفتكًا من السلالات السابقة، ولكن التقدم السريع الذي أحرزه العلماء ضد فيروس كوفيد يشير إلى أنه حتى لو حدث ذلك، فلن تتحقق أسوأ مخاوفهم.