هل تلوح الميتافيرس في الأفق؟
Feb 01, 2023
هل تلوح الميتافيرس في الأفق؟
احتمالية تحقيق حلم «الميتافيرٍس» في العام المقبل
كتب بواسطة
تيم كروس، محرر بصفحة التكنولوجيا والمجتمع، الإيكونوميست
كتب بواسطة
تيم كروس، محرر بصفحة التكنولوجيا والمجتمع، الإيكونوميست
Feb 01, 2023
بعد ازدهار الحواسيب المكتبية وخدمات الإنترنت للمستهلكين والهواتف الذكية، تأخرت صناعة الحوسبة الاستهلاكية عن إطلاق آخر إصداراتها الافتراضية، وسيشهد العام المقبل رهان شركات التكنولوجيا الكبرى على اثنين من الاحتمالات ذات الصلة والمكلفة؛ الاحتمال الأول هو سماعات الرأس الافتراضية وسماعات الواقع المعز، فبعد تصغير أجهزة الحاسوب لتناسب جيوبنا، ستكون الخطوة التالية هي ربطها على الوجة. والاحتمال الآخر هو الميتافيرس الذي يرى أن الإنترنت الذي لا يزال في بداياته إلى حد كبير – يعتمد على التقنية ثنائية الأبعاد في عرض النصوص والصور ومقاطع الفيديو – ولكنه الآن جاهز للتقنية ثلاثية الأبعاد المستخدمة في ألعاب الفيديو المنتشرة في جميع أنحاء العالم.
لنفكر أولاً في سماعات الرأس التي تمثل سوقًا صغيرة ولكن متنامية، فتعتقد شركة «آي دي سي» وهي شركة للمحللين أنه تم بيع حوالي 11 مليون سماعة في عام 2021، وتمثل شركة «ميتا»، الشركة الأم لفيسبوك وإنستغرام حوالي ثلثي المبيعات من هذه السماعات، ومن المتوقع أن تطرح الشركة العديد من المنتجات الجديدة في الأشهر المقبلة، وفي 11 أكتوبر أطلقت أحدث سماعة رأس لها «ميتا كويست برو» بسعر 1499 دولارًا وهي أغلى بكثير من جميع السماعات التي أطلقتها الشركة، ولكن من المرجح أن تُطرح أجهزة أرخص وأكثر شعبية في عام 2023.
تدعم سماعة «ميتا كويست برو» الواقع المعزز وكذلك الواقع الافتراضي، وعلى الرغم من كون الواقع الافتراضي بمثابة عصابة رقمية للعينين تغمر المستخدمين في عالم مصمم باستخدام الحاسوب، فإنه يتضمن معلومات مفيدة لرؤية المستخدم للعالم الحقيقي وهو أمر أصعب بكثير مما قد يفسر ارتفاع سعرها، وستدخل شركة «ميتا» منافسة جديدة أيضًا، فمن المحتمل أن تطلق شركة «آبل» أكبر صانع للهواتف الذكية في العالم أول إصدارتها لسماعة رأس تدعم الوقع المعزز والافتراضي في عام 2023 (والسعر المحتمل لها هو 3000 دولار)، كما ستطلق شركة «سوني “- التي اصدرت سماعة رأس ألعاب «البلاي ستيشن» الافتراضية الخاصة بها في عام 2016 وباعت أكثر من 5 ملايين وحدة- نسخة مطورة.
لم تطمح شركة «ميتا» في إنتاج أجهزة الواقع الافتراضي فحسب بل أيضًا بناء نوع من العوالم الافتراضية التي يأمل مستخدمو الواقع الافتراضي أن يعيشوها، ويعكس الاسم الجديد للشركة تركيزها على فكرة الميتافيرس، وهو تحول أعلنه رئيسها مارك زوكربيرج في عام 2021، ومنذ ذلك الحين أنفقت شركة ميتا أكثر من 27 مليار دولار على الفكرة وأخذت صورًا للمستخدمين أو صور رمزية مصممة بالحاسوب للعمل واللعب في بيئات ثلاثية الأبعاد مقبولة لدى الجميع وكارتونية وشملت البيئات تصميمات لحلقات الملاكمة حتى غرف الاجتماعات الافتراضية، ومع ذلك يتشكك العديد من المحللين في هذه التكنولوجيا عامة، لا سيما مع انخفاض سعر سهم «ميتا».
وللشركات المنافسة طموحات مماثلة، إذ عبّر عمالقة التكنولوجيا المتنافسون، مثل «مايكروسوفت» و»نيفيديا» عن طموحاتهم بشأن الميتافيرس، وقفزت الصناعات من مجرد الإعلان إلى الخدمات المصرفية أيضًا، والصناعة الأكثر تطورًا هي صناعة ألعاب الفيديو التي كانت تبيع عوالم افتراضية منذ عقود، فأقامت شركة «إيبيك جيمز» بالفعل حفلات موسيقية حية وربطتها بأفلام داخل لعبة إطلاق النار الشهيرة “فورتنايت”، مما جذب عشرات الآلاف من المحتفلين الافتراضيين، وعلى غرار «إيبيك» تصنع شركة «يونيتي» «محركًا» لألعاب الفيديو يمكن لمطوري البرامج استخدامه لتشغيل ألعابهم وقد تم تجريبه على حفلات موسيقية خاصة بها، وتقوم أيضًا بتجربة البث ثلاثي الأبعاد للأحداث الرياضية.
وتسود الآن روح التعاون، فقد أعلنت شركة «مايكروسوفت» في أكتوبر 2022 أنها ستجعل نظام التشغيل «ويندوز» الخاص بها وتطبيقاتها التي تركز على الأعمال وألعابها المصممة لوحدات تحكم ألعاب «إكس بوكس» متاحة داخل عوالم «ميتا» الافتراضية، وقد انضمت تقريبًا جميع الشركات العملاقة المتمركزة في «سيليكون فالي» إلى منتدى معايير عالم الميتافيرس الذي يلزمها بفتح معايير تقنية قابلة للتشغيل المتبادل لتعمل الصورة الرمزية المصممة للاستخدام في العالم الافتراضي لشركة ما دون مشاكل في عالم آخر، (والاستثناء الملحوظ هو شركة «آبل» التي طالما أعطت الأولوية لإبقاء المستخدمين داخل «حديقتها المسورة» على التعاون مع الشركات الأخرى)، وفي عام 2023سيكون تقدم منتدى معايير عالم الميتافيرس أو عدمه إحدى الطرق لقياس ما إذا كانت الميتافيرس فكرة مجدية، وسنرى هل ستبقى روح تعاون منتدى معايير عالم الميتافيرس إذا بدأت الخدمات القائمة على ميتافيرس في جني مبالغ كبيرة.
لم يستنبط أحد ما إذا كانت الواقع الافتراضي أم الواقع المعزز أم عالم الميتافيرس هو مستقبل الحوسبة، ويقول المشككون أن مثل هذه الأفكار ليست بجديدة، إذ تعود سماعات الرأس الاستهلاكية المدعومة بالواقع الافتراضي إلى حقبة التسعينيات وتحتوي الهواتف الذكية بالفعل على تطبيقات تعتمد على الشاشة بدلاً من سماعة الرأس مثل برامج الترجمة النصية التلقائية.
ولكن ثورات التكنولوجيا لا تندلع بين عشية وضحاها، فلم تخترع شركة «آبل» الهاتف الذكي من العدم بل أتقنت صناعة هاتف عمل عليه منافسوها لسنوات مثل هواتف «بلاك بيري» وأجهزة «بالم» المحمولة، وهذا لا يضمن نجاح الشركات التي تشترك في هذه التقنيات العصرية، ولكنه يوضح سبب محاولتهم.
