
اختفاء أحواض المياه الساخنة
Feb 01, 2023
اختفاء أحواض المياه الساخنة
الصدمات العالمية وتقلبات الأسعار غير مسبوقة
كتب بواسطة
أرجون راماني، مراسل الأعمال والتمويل العالمي، الإيكونوميست
كتب بواسطة
أرجون راماني، مراسل الأعمال والتمويل العالمي، الإيكونوميست
Feb 01, 2023
إذا كانت تقلبات أسعار الأصول تشبه ركوب قطار الموت، ففي عام 2022 انقسم الطريق إلى نصفين، وتحطمت أسعار الأسهم التي انهارت في بداية الوباء قبل أن تنتعش مرة أخرى في النصف الأول من عام 2022، وانخفضت أسعار الخدمات الشخصية مثل التذاكر الرياضية ووسائل النقل العام، في معظم أوقات الجائحة، ولكنها ازدادت مرة أخرى في 2021 و2022.
وفي عام 2023 ستزداد وتيرة تقلبات الأسعار بشكل أِسرع، وستظهر هذه التقلبات في صور عديدة، وسيعتمد حجم هذه التقلبات على عاملين أساسيين: عمق التباطؤ الاقتصادي ومدة الحرب في أوكرانيا، وربما كان المحرك الأكثر شهرة هو السيارات المستعملة فقد أدت مشكلة سلسلة التوريد في أثناء الجائحة إلى نقص المكونات الأساسية، مثل الرقائق التي تحتاجها السيارات الجديدة، وأدى ذلك إلى تعزيز الطلب على الصنف المستعمل، وقد ارتفعت أسعار السيارات في أمريكا بأكثر من 60٪ في عام 2021، والمثال الأغرب على هذه التقلبات هو أحواض المياه الساخنة المتوفرة في المنازل وتدخر الأسر الحوافز الحكومية لشراء هذه الأحواض، لجعل المنازل أكثر راحة، ولكن الطلب على هذه الأحواض الآن آخذ في الانخفاض، فقد أدت العقوبات المفروضة على روسيا التي كانت مصدر رئيسي للنفط والغاز إلى ارتفاع أسعار الطاقة، مما جعل استخدام أحواض المياه الساخنة أكثر تكلفة.
وفي الوقت نفسه يتسبب التضخم في رفع البنوك المركزية لأسعار الفائدة مما يجعل من الصعب اقتراض الأموال، وتتوقع الأسواق أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة القياسي إلى 4.25-4.5٪ بحلول يونيو 2023، مما ينذر يؤثر سلبًا على مبيعات السيارات والسلع المعمرة الأخرى التي غالبًا ما تُشترى بأموال مقترضة، أما الجانب المشرق من الأمر هو أنه إذا كان لديك بعض المدخرات، فستستطيع شراء هذه السلع لأنها ستصبح أرخص بعض الشيء قريبًا.
إذا كنت تحب البيض الأومليت، فأنت في ورطة الآن، ففي سبتمبر 2022 قفز سعر البيض بنسبة 28٪ بعد أن ارتفع بالفعل بنسبة 11٪ في عام 2021، كما ازداد سعر الحليب أيضًا بنسبة 20٪ منذ بداية عام 2021، وكلا السعرين يعتمدان اعتمادًا كبيرًا على تكلفة علف الماشية الذي تأثر بالحرب، (فتعتبر أوكرانيا وروسيا من أكبر منتجي الحبوب، ويصدران 12٪ منهم لجميع أنحاء العالم).
من الصعب التنبؤ بعمق الركود ومدة الحرب، ولكن من المرجح استمرار تقلبات الأسعار التي بدأت في السنوات القليلة الماضية وسببت ارتفاع أسعار كل شيء من أجنحة الدجاج إلى الخشب، ويبقى السؤال: ما هو العنصر القادم الذي سيركب قطار الموت؟