
عودة الثيران
Feb 01, 2023
عودة الثيران
أداء الأسواق في عام 2023 والأخطاء التي تكشفها أسواق الدببة في عام 2022
كتب بواسطة
أليس فولوود، مراسلة وول ستريت، الإيكونوميست، نيويورك
كتب بواسطة
أليس فولوود، مراسلة وول ستريت، الإيكونوميست، نيويورك
Feb 01, 2023
تتنوع أشكال أسواق الدببة وأحجامها، فوصل عدد الأسواق إلى 11 سوقًا في خمسينيات القرن الماضي؛ أقصرها كان في عام 2020 واستمر شهرًا واحدًا؛ أما الأطول فكان في عام 2000 ودام أكثر من عامين ونصف، وبدأ أسوأ هبوط للأسهم الأمريكية من الذروة إلى القاع في أكتوبر 2007 وهو انخفاض هائل وصلت نسبته إلى 57٪ مع بدء الأزمة المالية، وكان الانخفاض الأقل عمقًا في عام 1990 وبلغت نسبته 20٪ فقط استجابةً للركود المعتدل؛ وبذلك لا يمكن للتاريخ أن يخبرنا كثيرًا عما إذا كان سوق الأسهم سيستمر في الهبوط في عام 2023 لكنه يقدم بعض الأدلة.
يحدث الركود الأشد والأطول أمدًا في الأسواق المالية عندما يكشف التراجع في أسعار الأصول عن عدد كبير من المخالفات المالية التي اُرتكبت عندما كانت الأمور تسير على ما يرام مثل أزمة المدخرات والقروض التي وقعت في ثمانينات القرن العشرين أو المشكلات الأمنية المدعومة بالرهن العقاري في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. فتؤدي دورة الأصول السيئة إلى فترة من الألم الاقتصادي العميق إذ يقلص المستهلكون نفقاتهم وتسرح الشركات عمالها بسبب انخفاض أرباحها، كما تتشكل أسواق الدببة الأكثر اعتدالًا مثل أسواق الستينيات أو التسعينيات إن توفرت أحد عناصر الدورة الاقتصادية، على سبيل المثال إذا كانت أسعار الأصول منخفضة، أو إذا لم تكن المخالفات المالية التي كشف عنها الركود جسيمة، أو إذا لم يتضرر المستهلكون ضررًا بالغًا.
هل سيستمر سوق الدببة حتى عام 2023؟ كان هذا السوق يسير على خطى سليم في الفترة السابقة ، وكان سوق الثيران الصاعدة لعام 2021 ثابتًا، فقد وصل مؤشر ستاندارد آند بورز 500 - المؤشر الرئيسي للأسهم - إلى أعلى مستوياته في اليوم 68 من 252 يوم تداول - في عام 1995، فهل وصل إلى مستويات جديدة حاليًا؟ من الواضح أن ثمة فقاعات تضخم في الأصول المشفرة مثل الرموز غير القابلة للاستبدال والأدوات المالية الجديدة، المسماة بشركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة التي أدت إلى زيادة رأس المال بمبالغ ضخمة، كما ارتفعت أسعار المساكن بسرعة أكبر مما كانت عليه في السنوات التي سبقت الأزمة المالية العالمية.
هل سيكشف ذلك الركود عن تجاوزات مالية واسعة النطاق؟ وإذا حدث ذلك، فستعرف عنه قريبًا فلقد مر عام واحد فقط على بلوغ السوق ذروته في أكتوبر 2007 حين أعلن بنك ليمان براذرز إفلاسه، وبدأت تظهر بالفعل نقاط الضعف في النظام المالي.
تعرضت صناديق التقاعد البريطانية للخطر في سبتمبر 2022 بسبب طلبات الهامش على بعض مشتقات السندات التي تمتلكها، وارتفع معدل التقلبات في سوق الخزانة الأمريكية، كما ارتفعت تكلفة التأمين ضد تعثر بنك كريدي سويس وهو بنك عالمي كبير، ومع ذلك أمضى المنظمون العالميون 15 عامًا في تقليل المخاطر التي يمكن أن يتحملها النظام المالي وعزلها بطبقات من رأس المال، ومن الصعب أن نتوقع انكشاف أي شيء في نطاق الأزمة العالمية 2007-2009.
من الصعب توقع مدى عمق الآلام الاقتصادية، فإن لاح الألم العميق في الأفق، فإنه لم يثبت وجوده بعد على الإطلاق، فلازال معدل البطالة في أمريكا عند أدنى مستوياته منذ عدة عقود على الرغم من التشديد سياسة الاحتياطي الفيدرالي، ومع ذلك تتبع السياسة النقدية نهج التأخيرات الطويلة والمتغيرة، ومن الممكن أن نتخيل أن هذا التشديد سيؤدي إلى انكماش حاد في النشاط الاقتصادي بمجرد أن تشعر الأسر والشركات بقوتها الكاملة، ولكن لا يحبذ أن نستبق الأمور.