تداول اليوان
Feb 01, 2023
تداول اليوان
تعمل الصين على طرح عملتها الرقمية بسرعة، مع توخي الحذر أيضًا
كتب بواسطة
دون وينلاند محرر الأعمال والمالية في الصين، الإيكونوميست، شنغهاي
كتب بواسطة
دون وينلاند محرر الأعمال والمالية في الصين، الإيكونوميست، شنغهاي
Feb 01, 2023
ارتفع صوت الضجة حول اليوان الرقمي - العملة الرقمية للبنك المركزي الصيني -ويُنسب إلى صانعي السياسات في البلاد قيادة ثورة في مجال النقود الرقمية المدعومة من الدولة بدءًا من عام 2019، وقد اتبعت العديد من البنوك المركزية الأخرى خطى الصين، لكن التطور كله كان محليًا، ولم يذكر بنك الشعب الصيني -البنك المركزي - أي شيء تقريبًا عن استخدام العملة الرقمية في الخارج، وأكد مسؤولو بنك الشعب الصيني أن التركيز الحالي لاستخدام اليوان الرقمي منصب داخل الصين.
وهذا لم يمنع انتشار التكهنات حول ترويج اليوان الرقمي في الخارج، فيقول المتخصصون في مجال العملات المشفرة والتمويل اللامركزي إنها مجرد مسألة وقت قبل أن توسع الصين تجاربها في الأسواق التي تتاجر فيها الدولة بشكل كبير، كما يرجحون أن العقوبات المفروضة على روسيا قد تسرع هذه العملية.
يرى رئيس الصين شي جين بينج وكبار القادة الآخرين في البلاد أن اعتمادهم على النظام المالي العالمي المدعوم من الولايات المتحدة ما هو إلا ضعف مزمن، ففي الأونة الأخيرة هددت أمريكا بعزل البنوك الأجنبية عن أهم نظام للمراسلة المالية العالمية سويفت إذا لم تتبع تعليماتها، ولا سيما أنه في عام 2022 طلبت إدارة بايدن من منظمة «سويفت» الذي يقع مقرها الرئيسي في بلجيكا التوقف عن التعامل مع العديد من البنوك الروسية بعد غزو فلاديمير بوتين لأوكرانيا، لذا ربما يتوقع القادة في بكين فرض عقوبات مماثلة على بنوكهم إذا تجرأت الصين على غزو تايوان الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي تعتبرها الصين جزءًا من سيادتها الإقليمية.
تعتبر أهمية اليوان الرقمي في الأسواق الدولية موضوع نقاش ساخن، فقد أشار بعض الخبراء إلى أنه -من الناحية النظرية- يمكن استخدام اليوان الرقمي لتفادي التعامل بنظام الدولار تمامًا، ويرجع ذلك لعدم حاجة اليوان إلى نظام «سويفت»، ومع ذلك ذكر النقاد أنه من المرجح أن تستمر هيمنة النظام المالي الأمريكي في إقناع المصرفيين الأجانب بعدم استخدام العملة المنافسة من الصين إذا أدي استخدامها إلى خرق العقوبات بشكل كبير، ومع ذلك يتكهن العديد من الأشخاص ممن يتابعون تطورها بأن اليوان الرقمي- وهي عملة ونظام مدفوعات- ستُطرح في نهاية المطاف في الخارج لاستخدامها في تمويل التجارة. وليس من المتوقع أن تُعتمد هذه العملة في عام 2023، إذ لا تزال تحاول الصين التعافي من جائحة كوفيد-19وبالتالي تركز على شئونها الداخلين، فهي لا تزال تعمل على تحسين تقنية اليوان الرقمي داخل الدولة، ففي سبتمبر 2022، واعتمدت عدة مقاطعات البرنامج التجريبي، كما يمكن أن تتسارع وتيرة الانتشار على المستوى الوطني في عام 2023.
ولكن لا يزال هناك إجراءات عالمية مهمه يتعين القيام به في العام المقبل حيث حفز النشر الأولي للعملة الرقمية الصينية على تطوير عدد قليل من منصات الدفع في جميع أنحاء العالم، بعضها مرتبط ببنك الشعب الصيني، فعلى سبيل المثال انضم البنك المركزي الصيني إلى مشروع مع البنوك المركزية لهونج كونج وتايلاند والإمارات العربية المتحدة، ويهدف هذا المشروع إلى تطوير نظام مقاصة بالجملة للمدفوعات العابرة للحدود يسمى إم بريدج، وطورت كاكاو، وهي مجموعة تكنولوجية في كوريا جنوبية، منصة مقاصة للبيع بالتجزئة تسمى كلاتين وفي سنغافورة يتعاون بنك «جي بي مورغان تشيس مع المجموعة الاستثمارية الحكومية تيماسك لبناء مجموعته الخاصة. وحين تبدأ العملات الرقمية مثل اليوان الرقمي في وضع الأسواق الأجنبية نصب أعينها، ستتمكن هذه المنصات من تيسير التبادل بين الولايات القضائية المختلفة.
هذه ليست مهمة سهلة فنظام «سويفت» موجود منذ زمن طويل، ويجب أن تضيق الأنظمة الجديدة الاختلافات التكنولوجية والتنظيمية الهائلة بين البلدان، وفي عام 2023 ستُطور العديد من هذه المشاريع وسيتم إطلاق بعضها، مما يضع الأساس المبكر اللازم للمعاملات باليوان الرقمي وغيره من العملات الرقمية للبنك المركزي في السنوات القادمة.
