
الشحن إلى الأمام
Feb 01, 2023
الشحن إلى الأمام
شاحنات بيك آب الكهربائية تهدف إلى اقناع السائقين الأمريكيين بالتخلي عن محركات الاحتراق
كتب بواسطة
سيمون رايت محرر الصناعة، الإيكونوميست
كتب بواسطة
سيمون رايت محرر الصناعة، الإيكونوميست
Feb 01, 2023
تعتبر أمريكا رائدة في مجال قيادة السيارات، كانت مسقط رأس الإنتاج الضخم من السيارات مع فورد موديل تي، وكانت رائدة في كل شيء من جهاز قياس موقف السيارات إلى سيارات العضلات إلى القواعد البيئية الصارمة بكاليفورنيا، والتي كانت ذات يوم بمثابة المعيار لبقية العالم. وهي أيضا المقر الرئيسي لشركة تيسلا Tesla، التي حددت وتيرة ثورة السيارات الكهربائية، وأصبحت أكثر شركات صناعة السيارات قيمة في العالم. لذا فمن الغريب إلى حد ما أن تكون أمريكا متقاعسة عندما يتعلق الأمر بتبني استخدام السيارات الكهربائه.
إن ابتعاد الأمريكيين عن استخدام السيارات التي تدار ببطارية سيتطلب اتباع منهاجية الجزرة والعصى التي شجعت الكثير من السائقين على اقتنائها في أماكن مختلفة حول العالم. ولكن هناك وسيلة أخرى لتغيير موقفهم تجاه قوة البطارية وهي اكتساب قوة أكبر — وهي من خلال صنع سيارات بيك أب كهربائيه، هذه السيارات العملية التي لا تجلب العناء وتجسد الصرامة للعديد من الأمريكيين. وفي عام 2023، سينضم أسطول من الطرازات الجديدة إلى شاحنات فورد Ford من طراز F-150 Lightning وR1T من شركة ريفيان (وهي شركة ناشئة)، بما في ذلك شاحنة كهربائية من طراز شيفروليه سيلفيرادو Chevrolet Silverado وشاحنة Cybertruck التي انتظرناها مطولًا.
وتأثير قيام فورد بصنع سيارة بيك أب طراز F-15 التي حققت أعلى مبيعات (تم إطلاق شاحنات من الطراز F-150 Lightning في أبريل 2022) ملموساً بالفعل، ووفقا لكاناليس Canalys وهي شركة أبحاث، في النصف الأول من عام 2022 بلغت مبيعات سيارات الركاب الكهربائية 6٪، بزيادة 62٪ عن الأشهر الستة الأولى من عام 2021، وانتقلت شاحنات البيك آب من صفر إلى حوالي 15٪ من نسب مبيعات السيارات الكهربائية، ولكن ما زال أمام أمريكا الكثير لتلحق بالركب، ففي أوروبا تباع سيارة كهربائية واحدة من كل خمس سيارات— وفي الصين واحدة من كل أربع سيارات.
يمثل المشككون في السيارات الكهربائية مجتمع كبير، وتوصلت دراسة حديثة أجرتها شركة ديلويت Deloitte المؤسسة الاستشارية إلى أن نحو سبعة من كل عشرة سائقين أمريكيين لا يريدون سيارة (كما كانت عليه) بيك أب كهربائية، ولكن بعد إصدار»إف-150 لايتنينغ» تبدلت تلك الآراء، ويبدو أن فورد صنعت سيارة تمتاز بالكثير ومثل ذلك أهمية بالنسبة لديترويت ككل. وذلك لأن «الثلاثة الكبار» من مصنعي السيارات في أمريكا - فورد وجنرال موتورز وكريسلر (التي من المقرر أن تبدأ في بيع سيارات بيك آب من طراز رام كهربائية في عام 2024) - يعتمدون جميعا على شاحنات البيك آب في معظم أرباحهم، ويخشون التنازل عن مساحة ليشغلها المنافسين المبتدئين.
وأداء السيارة الجديدة مثير للأعجاب حيث يصل مدى سرعاتها إلى 320 ميلاً (515 كيلومترات) والسعر تنافسي، ولو أن الطراز الكهربائي المتوسط الحجم يكلف أكثر من ثلث السعر مقارنة بالسيارات التي تدار بالبنزين، وقد لا تنافس قوته الجذابة قوة بلسيارات التي تدار بالبنزين، ولكن قدرتها على الذهاب من 0-60 ميل في الساعة في أربع ثوان أمر رائع بالنسبة لسيارات البيك أب ويتغلب على كل شيء باستثناء السيارات الخارقة الأكثر تكلفة.
وعلاوة على ذلك، يمكن إستخدام بطارية السيارة لتشغيل الأدوات في موقع العمل أو الشواية الكهربائية في نزهة، ويمكن أن تخزن في «الفرنك» الفسيح المثلجات والمجارف، أو ملئه بالثلج لتبريد المشروبات (توجد حتى فتحة تصريف سهلة الاستعمال). إن رسالة فورد في تسليط الضوء على مثل هذه الاستخدامات واضحة: يمكن أن تكون المركبات الكهربائية عملية ومتينة مثل المركبات التي تعمل بالبنزين.
ولكن الأمر سيتطلب ما هو أكثر من سيارات كهربائية بيك آب أنيقة لاستبدال سيارات محركات الاحتراق في أمريكا، فالنظام الجديد من حوافز الدعم المباشرة ولو أنه سخي ظاهرياً، يقتصر على السيارات الخفيفة حيث يتم إنتاج البطاريات والمواد الخام اللازمة لجعلها من مصادر أمريكية، والتي لا تشكل في الممارسة العملية أي من هذه البطاريات في الوقت الحالي تقريباً. وسيسرع القرار الأخير الذي اتخذته ولاية كاليفورنيا بحظر بيع سيارات محركات الاحتراق اعتباراً من عام 2035 من عملية تبني السيارات الكهربائية، كما تنفذ ولايات أخرى تدابير مماثلة. ولكن القواعد التي تحكم إستخدام الوقود الرخيص والانبعاثات الأكثر مرونة مقارنة بأوروبا -مقترنة بحب أمريكا للاحتراق الداخلي- تعني أن الطريق إلى توليد الطاقة الكهربائية سيكون طويلاً ومتعرجًا.