فرصة أوكرانيا في القتال
Feb 01, 2023
فرصة أوكرانيا في القتال
يقول إدوارد كا كيف ستنتهي الحرب مسألة الحرب غير واضحة، ولكن لأوكرانيا ميزة مستمرة في ساحة المعركة
كتب بواسطة
إدوارد كار، نائب محرر، الإيكونوميست
كتب بواسطة
إدوارد كار، نائب محرر، الإيكونوميست
Feb 01, 2023
لا أحد يستطيع أن يجزم متى ينتهي غزو روسيا لأوكرانيا أو كيف، ولكن أشهر من القتال كانت سببًا في فتح خمس مجموعات من المسارات على الأرض الأوكرانية، وفي يوم من الأيام ستلتقي هذه المجموعات على مسار السلام، وحتى إذا ما سمحنا بمصائر الحرب فإن أفضل مقياس للمستقبل يتلخص في تتبع مسارهم.
المسار الأول يتمثل في الميزة المستدامة التي تتمتع بها أوكرانيا في ساحة المعركة. ويزيد عدد سكان روسيا عن ثلاثة أضعاف عدد سكان البلدان المجاورة، وهي تحاول جاهدة تدمير البنية التحتية في أوكرانيا وتحللها كدولة عاملة، ولكن فلاديمير بوتين سيواجه صعوبات في تدريب وتجهيز جيش قادر على احتلال المقاطعات الأوكرانية الأربع التي ضمها. وكلما ضغط على الروس المترددين للقتال، كلما زاد عدد الضحايا المسؤول عنهم، وكلما زاد صراعه.
وعلى النقيض، فإن أوكرانيا في وضع جيد يسمح لها بحشد القوات الملتزمة وضباط الجيش من ذوي الخبرة تكتيكياً الذين تزودهم دول حلف شمال الأطلسي بالأسلحة والاستخبارات، وربما بعد أن أنهكت القوات الأوكرانية مواقع الدفاع الروسية في الجنوب وفي منطقة دونباس، ستكرر الاستيلاء السريع على الأراضي المحتلة في الشرق والجنوب التي تمكنت من إدارتها في سبتمبر وأكتوبر، ولكن حتى لو لم يتمكنوا من ذلك، فينبغي أن يكونوا قادرين على مواصلة تقدمهم البطيء.
ومن وجهة النظر الأوكرانية فمن الأهمية أن يفعلوا ذلك، فالزخم وحده لن يؤدي لفوز الحرب ، ولكنه سيشكل الأساس لكل ما هو لاحق، بما في ذلك المسار الثاني: الدعم الغربي الثابت لجهود أوكرانيا. ولقد قدر السيد بوتن أن الغرب قد يتخلى عن أوكرانيا، أو على الأقل يرغمها على القبول بسلام غير متكافئ، لذا فقد حاول التعامل مع انعكاس الأحداث على أرض المعركة من خلال قطع إمدادات الغاز عن أوروبا والتحذير من اندلاع حرب نووية.
ولقد أدت هذه التهديدات إلى نتائج عكسية، وذلك بإقناع الحكومات الغربية بأن ما تقدم به بوتن قد يكون خطيراً، والاستسلام للكرملين اليوم، كما حدث في عام 2014 عندما هاجمت روسيا أوكرانيا للمرة الأولى، لن يؤدي إلا إلى تمهيد الساحة للصراع التالي. ولذلك، ستستمر الأسلحة الغربية في التدفق شرقاً، ولن يتدفق الغاز الروسي مجددًا غرباً بكميات كبيرة، وتشهد أوروبا شتاءً عصيباً وقد يكون الشتاء القادم أشد سوءاً، وخاصة إذا تعافى الطلب الصيني على الطاقة، فدفع أسعار النفط والغاز إلى الارتفاع. ولكن ما دامت أوكرانيا تتقدم على ساحة المعركة، فإن العزيمة الأوروبية ستستمر.
أما المسار الثالث فيشمل بقية العالم، ولا تزال الصين تدعم روسيا في كل الأحوال، فقد تراجعت الهند والعديد من البلدان النامية، بعد أن أغضبتها المطالبات بالتوقيع على أجندة الغرب حين يتجاهل الغرب أجندتهم في كثير من الأحيان. ومع ذلك، حتى هنا، يفقد السيد بوتين الدعمن كما استقبل استقبالا فاترا من زملائه الزعماء في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في سبتمبر وفي أكتوبرأثناء تصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة حول ضم روسيا، تعرض بوتين لأكبر هزيمة منذ الغزو.
وتتلاقى هذه المسارات الثلاثة الأولى في المسار الرابع، وهو الضغوط الدولية المتنامية لإنهاء القتال، ففي هذه الأوقات العصيبة يصعب تحمل تكاليف الحرب، وطبقا لتقديرات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وهي ناد يتألف في الأغلب من دول غنية، فإن هذه الحرب ستتكلف 2،8 تريليون دولار أميركي في عام 2023، وسيصبح نقص الأسلحة في الغرب مصدر قلق متزايد، وبالتالي توقعوا الكثير من السيناريوهات في عام 2023 عن السلام.
والمشكلة هي أن لا الروس ولا الأوكرانيين على استعداد بعد للتخلي عن أسلحتهم، فإما أن يكون بوتن راغباً في الكفاح والمراهنة على قدرته على شن هجوم واستعادة الزخم، أو تجميد الصراع، بهدف منع أوكرانيا من التحول إلى ديمقراطية أوروبية مزدهرة وسلمية. فقد تعهد فولوديمير زيلينسكي رئيس أوكرانيا الذي شهد نجاحا باهرا باستعادة كل الأراضي التي خسرتها بلاده منذ عام 2014، وتصر الدول الغربية على ان أوكرانيا وحدها يجب ان تقرر متى تتفاوض، ولكن في الواقع هم الذين يدفعون ثمن الحرب وفي مرحلة ما سيمارسون الضغط.
الحرب تنتهي في موسكو
ومن المرجح أن يتحدد توقيت هذه اللحظة من خلال المسار الخامس والأكثر غموضاً، ولكي يكون السلام مستقرا ًفلابد من تغيير شيء ما في موسكو وأسلحته النووية تعني أن استسلام الكرملين لا يمكن فرضه بقوة السلاح، بل يتعين على الروس بدلاً من ذلك أن يدركوا حقيقة مفادها أن بوتن يهدر حياتهم في حرب غير مجدية ولا يمكن الفوز بها.
فقد يلجأ بوتن إلى استخدام الأسلحة الكيميائية أو النووية ولو أن هذا لن يمهد الطريق إلى انتصار روسيا، بل إنه من المرجح أن يخفض خسائره في محاولة للتشبث بالسلطة، أو يتخلى عنه أهل النخبة، وسيبدأ العام بآمال بوتين في أن يظهر شيء: الزخم للتحول في ساحة المعركة، والمساعدات العسكرية الصينية، وتقسيم الوحدة الأوروبية أو احتمال تخلي دونالد ترامب عن أوكرانيا بعد إعادة انتخابه، والسيد بوتين يعرف أن أي شيء ممكن في الحرب ولكن يجب ان يعرف أيضا أن المد ضده.
