
تساؤلات حول القيادة
Feb 01, 2023
تساؤلات حول القيادة
يرغب كل من جو بايدن ودونالد ترامب في الترشح مرة أخرى للانتخابات في عام 2024، ولكن لحزبيهما رأي آخر
كتب بواسطة
جيمس بينيت ليكسينغتون، كاتب عمود، الإيكونوميست، واشنطن العاصمة
كتب بواسطة
جيمس بينيت ليكسينغتون، كاتب عمود، الإيكونوميست، واشنطن العاصمة
Feb 01, 2023
أمريكا على وشك أما أن تشهد حقبة سياسية جديدة ومثيرة - أو مباراة ضغينة لا تُحسد عليها، فمن سيكتب نهاية عهد دونالد ترامب، بعد وقت طويل سيحدد ذلك المستقبل، هل سيكون أحد الخصوم المتوقعين؟ أم سنشهد فوز الرئيس جو بايدن في الانتخابات الرئاسية لعام 2024 أم ديموقراطي يمثل اتجاهًا جديدًا للحزب؟
وعلى المدى القريب، ستكون نرجسية ترامب بمثابة الثقب الأسود الذي ستدور حوله السياسة الأمريكية، ولدوافع قانونية ونفسية أكثر من كونها سياسية، يشعر ترامب أنه ليس لديه خيار سوى الترشح للرئاسة مرة أخرى، فعدم ترشحة قد يفتح عليه أبواب البت في العديد من القضايا الجنائية والمدنية التي تُرفع ضده -والأسوأ من ذلك من وجهة نظره هو تهميشه وآلا يصبح محط أنظار ثم يبدأ المانحون وربما حتى مؤيديه المتشددين في التخلي عنه.
أظهرت الانتخابات النصفية أن ترامب سيخسر الانتخابات مرة أخرى، حيث رفض الكثير انتخاب العديد من المرشحين الذين يدعمهم ترامب، وفي هذه الأثناء ظهر على الساحة منافس أساسي محتمل وهو حاكم فلوريدا رون ديسانتيس كقوة جمهوريّة جديدة وسينتخبه الكثير من المانحين الجمهوريين وأصحاب المناصب الذين يتوقون إلى التحرر من ترامب.
وسينتخب آخرون حاكم ولاية فرجينيا جلين يونغكين الذي ينظر إليه الجمهوريين على إنه نسخة أكثر طيبة ولطفًا من حاكم فلوريدا الذي يتبع نهج الحملة الصليبية التي يشنها الجمهوريون على النواحي الثقافية والاجتماعية، ومع ذلك سيلتفت آخرون إلى مايك بنس الذي شغل منصب نائب رئيس ترامب ورفض الاستجابة لمطالبه بالتلاعب في انتخابات 2020 ولذا يراه الناخبون الإنجيليون الجمهوريون شخص نزيه، وسيكون من المثير للاهتمام معرفة مدى أهمية النزاهة أثناء إجراء الانتخابات.
وقد لا تحظى النزاهة بقدر من الاهتمام، لأنه من المستحيل استبعاد ترامب فهو يعرف كيف يستغل نفوذه وقد سمح له ذلك بإحداث تأثيرات مدمرة، فكثيرًا ما استخدم مؤيديه المتشددين لتخويف المعارضين والمنتقدين المحتملين وكان الاقتحام المدمر الذي حدث في السادس من يناير 2021 مثالًا على ذلك، فمن وجهة نظره كلما زاد أنقسام عدد الأصوات المعارضه له في الانتخابات التمهيدية، كان ذلك أفضل.
ومع ذلك سيحول نهج ترامب بينه وبين الفوز في الانتخابات العامة، فإن تأكيده على ولاء مؤيديه كما يقول دائمًا أنه حتى لو هددهم بالموت سيظلوا داعمين له – ليس كافيًا، لأن عليه هو الآخر إثبات ولائه لهم في حين أنه لم يستطع تعزيز موقفه المتعلق بتوفير لقاحات لفيروس كورونا ولاقى استهجان عندما قال في تجمع حاشد إنه تلقى جرعة معززة، مما يفسر سبب عدم حصول ترامب على دعم الأغلبية، بل وفقدان الأمل في ذلك فقد سئم معظم الأمريكيين تصرفاته برمتها.
وفي هذه الأوقات سيواجه الرئيس جو بايدن في معسكره الديموقراطي بعض الضغوط، فسنه وانهيار شعبيته قد يمنعوه من الترشح لولاية أخرى، وبمجرد الإعلان عن مرشح ديمقراطي آخر سواء كان حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، أو حاكم ميشيغان جريتشن ويتمير، أو حاكم كولورادو جاريد بوليس لخوض الانتخابات، فسيشجع ذلك المزيد من الديمقراطيون الآخرون. ولم يكن التاريخ في صالح الرؤساء الذين واجهوا تحديات خطيرة لأول مرة، ولكن السيد بايدن سيعافر رغم تلك الصعاب ولن يبقى أمام الشعب الأمريكي سوى الاختيار من بين اثنين من المتنافسين المسنين الذين قالوا مرارًا وتكرارًا أنهم لا يريدون الترشح.
وإن تحلى بايدن الحكمة وتراجع، فستسلط كامالا هاريس الضوء على دورها كنائبة للرئيس وعلى هويتها كامرأة سوداء لتجذب دعم الديموقراطيين وستلقى تأييدًا من بعضهم، ولكن بالنسبة لآخرين في الإدارة من ضمنهم وزير النقل بيت بوتيجيج ووزيرة التجارة وجينا ريموندو -المفضلة لدى الوسطيين- بالدخول في تلك المنافسة وعليه سيثار نقاش حاد حول اتجاه الديمقراطيين.
كان الأمريكيون يخشون أن يفقدوا ديموقراطيتهم، ولكن سيبذل الجيل الجديد من القادة الذين يتنافسون على شغل مناصب في كل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي أقصى جهدهم لإثبات ذلك.