هل ستنتهي الحرب على المخدرات؟
Feb 01, 2023
هل ستنتهي الحرب على المخدرات؟
وهل تولي قادة جدد سيؤدي إلى تناقص بين حلفاء الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية؟
كتب بواسطة
إيما هوجان، محررة، الإيكونوميست
كتب بواسطة
إيما هوجان، محررة، الإيكونوميست
Feb 01, 2023
لم تكن العلاقة بين أمريكا اللاتينية والقوة العظمى في الشمال سهلة على الإطلاق، حيث قال رئيس الولايات المتحدة ريتشارد نيكسون في عام 1971، وهو العام الذي شن فيه «الحرب على المخدرات»: «أمريكا اللاتينية لا تهم أحد»، وقال أيضًا أن «الناس لا يهتمون بأمريكا اللاتينية الآن»، وسيشهد عام 2023 تصاعد التوترات الثنائية حول القضايا المتعلقة بالأمن والهجرة، وخاصة المتعلقة بسياسة المخدرات، فالطريقة التي يتعامل بها القادة اليساريون الجدد في أمريكا اللاتينية مع هذه القضايا هي التي ستشكل علاقتهم مع الولايات المتحدة في السنوات القادمة.
وتآكل الديمقراطية في المنطقة مشكلة تؤرق الولايات المتحدة، وتؤدي إلى تأجيج أزمة الهجرة على حدودها الجنوبية، وفرار عدد كبير من دول «المثلث الشمالي» (السلفادور وغواتيمالا وهندوراس) كذلك من كوبا وهايتي ونيكاراغوا وفنزويلا، واُحتجز أكثر من مليوني مهاجر على الحدود الجنوبية لأمريكا في الأشهر التسعة الأولى من عام 2022، وهو ما يزيد عن ثلث العدد في عام 2021.
وما يجعل الأمور أكثر تعقيدًا هو السياسة المتغيرة التي اتبعتها أمريكا اللاتينية، ومع تنصيب بيدرو كاستيلو رئيسًا لبيرو وغابرييل بوريتش رئيسًا لتشيلي، فإن انتخاب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في البرازيل هو أحدث مثال على اجتياح موجة اليسار في المنطقة، ومن المتوقع أن يتوجه لولا لتعزيز العلاقات «بين الجنوب والجنوب» خاصة مع الصين، ومن المرجح لذلك أن يثير غضب القادة الغربيين لاسيما الرئيس جو بايدن، وقام رئيس البرازيل الشعبوي جاير بولسونارو بتأجيج المشاعر المناهضة للصين في الفترة من 2018 إلى 2022، على الرغم من أن خطابه لم يكن دائمًا متطابقًا مع واقع ما حدث (حققت التجارة بين البرازيل والصين مستوى قياسي يصل إلى 135 مليار دولار في عام 2021).
وفي الوقت ذاته، يعتبر انتخاب كولومبيا لغوستافو بيترو كأول رئيس يساري في تاريخها بمثابة أمر أخر مثير لتوتر محتمل، حينما ذكر في حديثه أن الحرب على المخدرات «غير عقلانية»، وتتضمن خططه لسياسة المخدرات التفاوض مع العصابات، وعدم معاقبة المزارعين الفقراء الذين يزرعون الكوكايين، وإتاحة استهلاك الكوكايين في أماكن منظمة للاستخدام الطبي (أُلغي بالفعل تجريم العقار للاستخدام الشخصي، على الرغم من أن القليل من الكولومبيين يستهلكونه).
وتضمن أجندات آخرون ما هو أكثر من ذلك، حيث أشار فيليبي تاسكون عضو فريق حملة بترو الذي من المرجح أن يكون «ملك المخدرات»، إلى إمكانية إضفاء الشرعية الكاملة على الكوكايين، وتناقش وزير العدل نيستور أوزونا بأنه يجب تنظيم عملية شراءه ولكنه رفض تشريعها، ولقد انتشرت هذه الأفكار حديثًا: ففي عام 2020، اقترح عضو مجلس الشيوخ الليبرالي إيفان مارولاندا مشروع قانون من شأنه أن يسمح لكولمبيا بشراء جميع كميات الكوكايين في البلاد بأسعار السوق وتلقى كل هذه الأفكار الآن رواجًا.
إن التجربة المحدودة لإلغاء تجريم إنتاج الكوكايين في كولومبيا سيكون لها آثار هائلة، حيث تنتج الدولة 60 ٪ من الإنتاج العالمي من المخدرات، وأمريكا الشمالية هي أكثر الدول استهلاكا: وفقًا لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، استحوذ 2٪ من سكان أمريكا الشمالية على الكوكايين في عام 2020.
مما يعني أن «نموذج الحظر» الذي تبنته الولايات المتحدة لعقود أصبح أضعف من أي وقت مضى، كما يقول جيريمي مكديرموت من إنسايت كرايم وهي منظمة استقصائية: «لم تفقد واشنطن حليفها الأكثر أهمية في نضالها لمكافحة المخدرات في كولومبيا فقط، بل فقدت كذلك الحلفاء في المكسيك وفنزويلا وشيلي»، وذكر مسؤول أمريكي سابق «إن الحكومة المكسيكية جعلت مهمة إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية صعبة للغاية»، وأضاف السيد ماكديرموت أن « البرازيل لم تنضم لهذه المهمة، فقط بنما هي التي ساندت بقوة معسكر الولايات المتحدة»، وبعد خمسة عقود من بدء نيكسون هذه الحرب، مازالت أمريكا اللاتينية لا تبالي.
